• مرحبا بكم

    تم تطوير شبكة ومنتديات الجميزه للتماشى مع التطور الحقيقي للمواقع الالكترونيه وبهدف تسهيل التصفح على زوارنا واعضائنا الكرام لذلك تم التطوير وسيتم ارسال اشعار لكل الاعضاء على بريدهم الالكترونى لإعلامهم بان تم تطوير المنتدى

عوده وفقط

عندما افقت من نومى اليوم احسست بأن لدى رغبه جارفه فى ان اكتب , فقد اشتقت كثيرا الى قلمى واوراقى : فانا منذ فتره كبيره لم اتجرأ على ان اخط بيدى ولو حرف واحد ليس لأننى لم اعد امتلك القدره على ان ابتكر فكره جديده واتناولها ولكن لأننى كلما هممت ان اكتب يحدث شئ ما يعكر صفو ذهنى ويشتت افكارى ثم اصاب بنوبه من الاحباط الشديد فتضيع منى الافكار وتهرب منى الكلمات واتوه من جديد وسط متاعب الايام التى انازع يوما بعد يوم لأنتزع نفسى من بين براثنها.
فقد استطاعت الايام ان تنال منى وتبتلعنى داخل تجاويفها الظلماء وانا مع ذلك مستسلمه رغما عنى :لانه لا يوجد لدى ما يدفعنى للمقاومه والخروج من هذه الكابه التى اصبحت تسيطر على حياتى وليس هناك ما يدفعنى لان انطلق من وسط هذا الخمول لأنقذ نفسى وعقلى من السقوط فريسة للايام فأعيش هذا الوهم دون امل فأنسى كل شئ حتى اوراقى واقلامى ومعهما افقد الهامى .

الا اننى مع ذلك لم اكن ادرى ما هو سر هذا التغير المفاجئ الذى طرأ على حياتى فجأه ,وما سر هذه الرغبه الجامحه فى ان اعود لأكتب ولو مجرد ترهات بلا معنى , ولكننى سرعان ما اكتشفت انه ....."الهروب".
وبديهيا ان يعتقد البعض اننى اقصد الهروب من الحياة والامها , ولكن هذا مالا اعنيه على الاطلاق : فالكتابه بالنسبة لى كالبنزين الذى تسكبه على النيران ليزداد لهيبها : فعندما اكتب فهذا يعنى اننى اكون حتما فى اقصى حالات اليأس التى تنتابنى على الاطلاق .
فأنا لا اكتب لأنسى همومى بل اكتب لاخرج بهذه الهموم الى الواقع واتجسدها كائنه امامى حتى استطيع ان اتشفى منها واتخلص منها بكلماتى اللاذعه حينا والهادئه حينا اخر وكانى استمتع بعذاباتى والامى .
لكن الهروب هنا يمثل لى نوعا اخر فحقا انا اهرب ولكن هذه المره اهرب من نفسى : فأنا قد خرجت لتوى من مرحلة انعاش لذاكرة القراءه لدى فبرغم الاعباء الدراسيه الكثيره التى تتراكم فوق رأسى دون ان احاول حتى مجرد الاقتراب منها دون الخوض فيها فقد شعرت وكأننى اعانى عملا سحريا ضد المذاكره فكلما هممت بأن اتابع دروسى اشعر برغبه شديده فى النعاس لا ادرى ما سببها ولا من اين تاتينى بمجرد ان امسك بالكتاب وانوى ان اذاكر .


هذه الحاله الغريبه قد ارهقتنى حقا فقررت ان اختبر هذه الحاله خشية ان تستمر معى الى يوم لا ينفع فيه الا ان " يكرم المرء او يهان " : ولأننى بفضل الله لم يسبق لى ان تعرضت لمثل هذا النوع من الاهانه فقد قررت الا اتعرض له كما اعتدت وان يستمر النجاح معى حتى وان كان عدمه لا يمثل اهانه كبيره بالنسبة لى فى هذه السنه الدراسيه العامه التى قررت ان اخوضها كنوعا من تحصيل الحاصل ليس الا خاصة وانى قد انهيت دراستى الجامعيه بأمان .
ولأتغلب على هذه التجربه المريره التى عانيتها احضرت مجموعه من قصص وروايات الادب العالمى والاعمال الابداعيه لكتاب كبار اختلفت توجهاتها باختلاف كتابها وحالتهم الفنيه واسلوبهم الادبى , وقررت ان استزيد من روعة ما كتبوا حتى استطيع ان اتكشف ملامح هذه الحاله التى اصبحت اعانيها عندما امسك بدفتى كتاب, وكالمعتاد توقعت ان يحدث معى ما اعهده ....

لكن مفاجأتى كانت كبيره عندما ثبت عكس ما تخيلته تماما فأنا استطعت خلال يومين فقط ان انهى خمس قصص ادبيه وديوانا كاملا للشعر لاحد شعرائى المميزين وايضا كتابا علميا لاستاذنا الكبير الدكتور/ مصطفى محمود , هذا الى جانب مذكرات سياسيه لاحد الوزراء السابقين.
تعجبت مما حدث واستغربت لهذه الطاقه وهذه القدره العجيبه على الاستيعاب والقراءه فى وقت يعتبر قياسيا بالنسبة لما اعانيه انا.
لكن حيرتى لم تدم طويلا فالحقيقة قد اتضحت كعين الشمس فكل ما هنالك اننى اقبلت على الاشياء التى تحمل حرية الاختيار من ناحيتى ولم اكن مضطره لان افعلها اما المذاكره والدراسه فهى امور اصبحت ملزمه بها وقائمة فوق راسى وانا مطالبه بالوفاء بها يوم الامتحان اذا فما حدث معى فى القراءه لم يكن الا لانها امر اختيارى ليس هناك ما يدفعنى جبرا لان اقوم بها .


اذا فسبب هروبى الاساس هو عدم الرغبه فى المذاكره لذا فقد فضلت ان الجأ الى اى شئ يلهينى عنها ويكون مبررا قويا لان اتجاهلها واتناسها ولو لبعض الوقت .


لكن –لا اخفيكم سرا – لم تكن ايضا هذه هى الحقيقة الكامله لان اكتب هذا المقال وهذه الامور التى قد لا تعنى معرفتها البعض منكم بل انها قد لا تعنى احدا على الاطلاق ولكن سبب تعاستى واحباطى فى الحقيقه كان بعدما انتهيت من قراءاتى فقد تيقنت بعض الاشياء التى لم اكن ادركها من قبل : فقد تيقنت اننى مهما ابرعت ومهما تفننت فلن استطيع ان اكتب صفحه واحده مما كتبه هؤلاء العمالقه .
فقد كتبوا بكل احساسهم وبصدق فأودعوا فيه كل خبراتهم وقراءاتهم وتجاربهم الانسانيه لتخرج لنا بكل صدق وبكل معنى.

هذا ما اصابنى باليأس الشديد لاننى ايقنت اننى هكذا لن اتقدم خطوه واحده للامام ولن استطيع ان اكتب مثلهم ولو بعد سنوات طويله من التمرس والممارسه والقراءه والاستزاده من المعرفه.
ولكن عندما بحثت فى سيرة هؤلاء وفى بداياتهم الاولى اكتشفت ان نسبه كبيره منهم لم يكملوا تعليمهم وانهم عاشو حياة قاسيه وظروفا اصعب هى التى دفعت بهم الى هذا الابداع الفنى .
حينها هدأت نفسى واستقرت مخاوفى وعاد الى الامل من جديد : لذا قررت ان امسك قلمى واكتب ما قد يصل الى ذهنى دون اعداد او تفكير فقط لأنشط ذاكرتى واعيد الى نفسى لهفتها المفقوده فى ان اعبر عما يدور بداخلها فقد هدأت لفتره ليست بالقصيره ولكنها عادت لتثور من جديد


لم تكن هذه خاطره او قصه او اى نوع من انواع الكتابه الادبيه , فما هى الا كلمات اردت بها ان اعيد لنفسى توازنها وان ابرهن لنفسى اننى ما زلت قادره على ان احمل ورقه وقلم واكتب ما يحلو لى دون تردد او خوف .
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
موضوع رائع

يا عائشه القزاز

موضوعكم نال أعجابنا وشكرا لكم على الطرح

نأمل منكم المزيد

جزاكم الله خيرا



سعدنا بتواجدكم
لا تحرمونا من هذه المشاركات الجميلة
والمواضيع الهادفة

سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك


====================
ملحوظة : هذا رد آلي على الموضوع
 
رد: عوده وفقط

كلمات رائعة ، ورجوع موفق، وبديهة حاضرة،

وشكرا لكي على الموضوع

ولي إضافة بسيطة او ملحوظة بسيطة قد لا تذكر في مجمل روعة بلاغتك الحاضرة.........

تغيير جملة (
حينها هذأت نفسى
)

من الممكن تغيرها إلى ( حينها وبخت نفسي)

وآسف مرة أخرى على طرح وجهة نظري ولكن لشعوري بقيمة الكلمات التي جعلتنا نقرأها أكثر من مرة ونتأملها، بالإضافة إلى قيمة الموضوع في مجمله.
 
رد: عوده وفقط

والعود أحمد ... أيتها الالمعية

أى بوح سطره هذا القلم الانيق !

كيف لمحب للأدب أن يهرب من أعز شيئ عليه وهو -قلمه النازف -

لسان حالك أنا أكتب ...لأغسل بالمداد همى

أنا أكتب .... لأرسم بالحرف تضاريس ألمى

أنا أكتب ....لأضمد بالأوراق نزف قلمى

وها أنتِ تعيدين رسم لوحة أدبية يعجز صاحب الريشة والالوان أن يصورها

لوحة غنية بالالفاظ المنمقة والتصاوير الفائقة وبراعة استهلال تنم عن قلم أدبى نابض

فى انتظار القادم ..وفقكِ الله لاستخدام هذه الموهبة فى خدمة دينك
 
رد: عوده وفقط

اساتذتى الكرام
اعتذر منكم جميعا للاخطاء السخيفه جدا التى دائما اقع فيها
لكن انا والله لم يفتنى المعنى اللغوى ابدا ابدا ولم اقصد ما فهمه استاذى الفاضل وهو توبيخ النفس ولكن ما قصدته بحق كان " هدأت نفسى" فهذه الغلطه لم تكن الا من خيانة اصابعى لى على هذه اللوحة الالية اللعينه للكتابه التى كادت ان تودى بى الى الجنون من فرط ما تسببه لى من اخطاء محرجه خارجه عن ارادتى
ولكنى اعتذر مرة اخرى فقد قمت بتعديل المشاركه وتصحيح بعض الاخطاء التى وقعت فيها اثناء الكتابه الاليه والتى قد تؤثر على المعنى فى مجمله
 
رد: عوده وفقط

شكرا لكل من مروا بهذه الصفحه
وشكرا لاساتذتى الكرام جميعا على كلماتهم الطيبه وتشجيعهم لى على ما كتبت رغم اننى لا استحق ما كتبوه فى حقى
ارجو ان تكون دائما متواجدين معى فيما اكتبه وان تستمر ملاحظاتكم الطيبه لى فانا بحاجه ماسه اليها باستمرار واعتذر للأخطاء التى وقعت فيه بطريق الخطأ ولكنى قد اوضحت السبب مسبقا وارجو ان تتقبلوا اعتذارى جميعا وشكرا لكم مره اخرى
 

CMA

Moderator
رد: عوده وفقط

جميل ان يعبر الانسان عن مشاعرة والاجمل ان يكون هذا التعبير مراة لما بداخلنا

سلمت اناملك
 
أعلى