• مرحبا بكم

    تم تطوير شبكة ومنتديات الجميزه للتماشى مع التطور الحقيقي للمواقع الالكترونيه وبهدف تسهيل التصفح على زوارنا واعضائنا الكرام لذلك تم التطوير وسيتم ارسال اشعار لكل الاعضاء على بريدهم الالكترونى لإعلامهم بان تم تطوير المنتدى

قضية قناة "الناس"

هاني

Moderator
قضية قناة "الناس"

عندما أراد الأستاذ أحمد أنيس رئيس مجلس إدارة "نايل سات" أن يبرر سبب إغلاق قناة الناس لم يكتف بأن يعرض سببا واحدا مفهوما ومحددا للإغلاق ، لأنه فيما يبدو لم يجد سببا من هذه النوعية ، فحاول أن يجمع لها جميع موبقات إعلام الدنيا ، الحض على الكراهية ونشر الخرافات وتعريض حياة المواطنين للخطر بالإعلان عن سلع غير مرخصة طبيا وأشياء من هذا القبيل ، رغم أن كل ما يتحدث عنه موجود في قنوات أخرى بصورة أسهل للتلبس لو أراد ، ولكن لأن قناة "الناس" تحديدا كانت مقصودة بالتنكيل فإنه قال ما قال وارتدى بدلة الزعيم عبد الناصر وراح يتكلم باسم الوطن والمواطنين وأنه لن يسمح بكذا وكذا ، وهي محض محاولة لستر فضيحة اتخاذ قرار مثل هذا لا يبرره أي شيء .

قناة الناس أثارت غيظ كثيرين في الإعلام الرسمي وفي الإعلام الخاص أيضا ، كما أنها أحرجت المؤسسة الدينية الرسمية وملحقاتها ، لأنها نجحت نجاحا لافتا ومثيرا خلال سنوات قليلة رغم أنها من الناحية الفنية والمهنية تعاني قصورا واضحا ، لكن رسالتها الاجتماعية والدينية والثقافية أنست الناس أي ملاحظات فنية ، فدخلت بيوت ملايين المواطنين بسهولة ويسر ، وأصبح هناك إقبال كبير ملحوظ عليها ، وحظيت بنسبة مشاهدة أعلى بكثير من قنوات رسمية أو قنوات خاصة ينفق عليها بسخاء ، ونجحت في أن تحوذ مساحات إعلانية مهمة ، كما أنها قدمت ألوانا من الخطاب الديني الذي ينطلق من أرضية سلفية لكنها متمازجة مع روح العصر وقضاياه بأفق سمح وانضباط علمي صارم .

مشكلة قناة الناس الأساسية أنها كسرت احتكار السلطة للدين والدنيا معا ، فقد عاش إعلام "الريادة" الذي دشنه صفوت الشريف سنوات طويلة وهو يحتكر الحديث باسم الدين ، مثلما احتكر الحديث في السياسة ، ولا يظهر في شاشات التليفزيون إلا نفر قليل من مشايخ رسميين باعتماد مباشر وصريح من الجهات الأمنية والرسمية ، وبشرط أن يكون ولاؤه التام للسلطة ، وأن يقول ما يطلب منه بدون زيادة أو نقصان حافظا لكل الخطوط الحمراء ، وبذلك تهم تهميش الآلاف من العلماء والدعاة ، حتى من داخل الأزهر نفسه ، فباستثناء عدد لا يتجاوز أصابع اليدين من علماء الأزهر المرضي عنهم رسميا تم تهميش المئات من علمائه الأفذاذ ممن لا يعرفون إلا قول الحق والصدع به ، إضافة إلى علماء ودعاة كثيرين بعيدين عن المؤسسة الرسمية وشهد لهم القاصي والداني بالعلم والفضل ، فلما ظهرت القنوات الدينية ، وفي مقدمتها قناة الناس فوجئ الملايين بأن الأزهر الشريف ليس هو حفنة الأشخاص الذين يقدمهم تليفزيون الريادة ، وإنما هناك العشرات من علماء الأزهر المهمشين يفيضون علما وأدبا على الناس من خلال دروسهم ولقاءاتهم عبر شاشة قناة الناس ، وكذلك تواصل الناس مع دعاة مرموقين من أمثال الشيخ الحويني والشيخ محمد حسان وغيرهم من العلماء والدعاة الذين دخلوا قلوب الملايين ببساطتهم وقدراتهم العلمية واللغوية العالية ، وبدأ الناس يزهدون في علماء وخطباء تليفزيون الريادة ، الذي حاول أن يطور نفسه ويحاكي في بعض برامجه تلك الطفرة الإعلامية التي أحدثتها قناة الناس وأخواتها فعجز ، فتفرغ لشتيمة القناة والتحريض عليها منذ عامين ، كما كان يفعل محمود سعد في البيت بيته ، قبل أن يستسلم هو نفسه ويشارك في قناة دينية لصديقه الشيخ خالد الجندي ويتولى رئاستها أيضا ، هذه هي جريمة قناة الناس الحقيقية التي تثير عليها حنق أحمد أنيس ورجاله ، ويتحرشون بها على مدار الشهور الماضية .

إذا كان دفاع قناة الناس عن الإسلام والمسلمين حضا على الكراهية فهناك عشرات القنوات الأخرى تفعل الأمر نفسه فهل ستغلقونها ، إذا كانت الناس جرؤت على مناقشة بعض فصول الأزمة الطائفية الأخيرة فإن قنوات رسمية وخاصة معروفة بالاسم فعلت الأمر نفسه فلماذا لم تغلقوها ، بيد أن الناس عالجت المسألة باتزان شديد وحرص ومعرفة الحدود والفواصل جيدا دفاعا عن وحدة الوطن ، وإذا كانت الإعلانات التجارية عليها ملاحظات فإن قنوات الحياة ودريم وغيرها تنشر إعلانات مشابهة وإن كانت بصيغة فنية مطورة ولم يتعرض لها أحد .

ألا يشعر أحمد أنيس بالعار وهو يترك قنوات تبث الأشرطة الإباحية عبر النايل سات ، والقنوات التي تسب أصحاب النبي وتحقر من تاريخ الإسلام ثم يفرغ نفسه ورجاله من أجل مطاردة قنوات الفضيلة .

منقووووووووووووووول
 
أعلى