• مرحبا بكم

    تم تطوير شبكة ومنتديات الجميزه للتماشى مع التطور الحقيقي للمواقع الالكترونيه وبهدف تسهيل التصفح على زوارنا واعضائنا الكرام لذلك تم التطوير وسيتم ارسال اشعار لكل الاعضاء على بريدهم الالكترونى لإعلامهم بان تم تطوير المنتدى

قيمةالامن والسلام فى الاسلام

قيمة الأمن والسلام في المفهوم الاسلامي

الخوف والقلق والرعب محنة الانسان ، وأزمته الكبرى في هذا العصر . . والأمن والسلام على مستوياته الثلاثة : الفردية والاجتماعية والعالمية هي من أهم غايات الانسان وحقوقه في الحياة . . خلق الانسان ليعيش في أمن وسلام على هذه الأرض ، وذلك حقّه الأوّل في الحياة ، وحينما يصبح هذا الحق مهدداً بالزوال ، وشبح الخوف والرعب والارهاب والقلق يطارده ، تفقد الحياة قيمتها ومعناها في نفسه ، وتتحول إلى شقاء وعذاب ، وعائق يقف في طريق نمو الحياة السوي . . هذه حقيقة يشعر بها كل انسان ، فهو عند ما يفقد الأمن يفقد معنى الحياة . .
وما أروع كلمة الإمام علي (ع) وهو يقرن قيمة الحياة بالأمن ، ويوضح أن لا حياة مع الخوف والرعب . . تلك الحقيقة النفسية والحياتية الخطيرة التي لخصها بقوله (ع) : «لا حياة لخائف» . . لذا كان همّه حين تسلم السلطة ، رفع الخوف والرعب الذي ولّدته السلطات الحاكمة قبله ، ليعيد للانسان نفحات الأمن والاستقرار ، ويتخلص من عقدة الخوف .
كتب إلى عبدالله بن عباس واليه على البصرة يأمره باتباع سياسة الأمن ، وإنقاذ الناس من عقدة الخوف التي تولدت في نفوسهم ، قال (ع) : «واحلل عن قلوبهم عقدة الخوف» .
ليشعروا أنّ السلطة في مفهوم الاسلام هي أداة لحفظ الأمن والسلام الفردي والاجتماعي ، وليست أداة رعب وتسلط ، وانّ الشعوب لا تقاد بالخوف والرعب ، بل علاقة السلطة بها يجب أن تقوم على أساس الثقة والأمن والحب والاحترام المتبادل . . يصور الرسول هذه الحقيقة بقوله : «خير أئمتكم مَن تحبّونهم ويحبّونكم».
وكم هو معبِّر عن هذه المبادئ موقف الرسول وقوله لرجل ارتعد وخاف عندما أراد مقابلته «هوّن عليك فإنِّي لست بملك ، إنّما أنا ابن امرأة تأكل القديد».
كم شرّع الانسان من قوانين وأقام من مؤسسات ومنظمات وأجهزة لحماية الأمن والسلام في المجتمع البشري الواحد ، وبين الشعوب والأمم والدول للقضاء على جريمة القتل والرعب والارهاب ، وحماية حقوقهم المشروعة .. ولكن دون جدوى ، بل وتحولت أجهزة الأمن في الدول والمجتمعات ومؤسسات الأمن الدولية إلى أجهزة قمع وتسلط وحماية للإرهاب ، وتكريس للخوف والرعب والعدوان وتزايد العصابات والممارسات الارهابية من قبل العصابات والأفراد والدول والجماعات . . إن مأساة انعدام الأمن والسلام وجريمة الإخافة والرعب تطارد الانسان . . فالانسان خائف في كل أرجاء الأرض ، خائف على نفسه وماله وعرضه وكرامته وعقيدته وحقّه في الحياة ..
والأقلية القومية مهدّدة خائفة .. تباد من قبل القومية الأكثرية ، وتصادر إرادتها وحقوقها ..
الدول الضعيفة مهدّدة بالخوف والعدوان ، تخضع لتسلط الطاغوت العالمي ، وتسير وفق إرادة الأقوياء ، وتشعر بالخوف وانعدام الأمن ، وتحشد كل إمكاناتها لحماية وجودها ..
والأقلية المذهبية والدينية مهدّدة من قِبَل الأكثرية ومضطهدة ، تعيش تحت سيطرة الرعب والخوف ..
والشعوب تعيش تحت كابوس الخوف والرعب ، وانعدام الأمن ، الذي تمارسه حكوماتها ، فهي تحكمها بإشاعة الخوف والرعب والارهاب ..
وأجهزة الأمن في هذا العالم هي لتكريس الخوف والرعب ، وحماية السلطات الارهابية ، وليست لحماية الأمن والنظام ، حتى صار اسم أجهزة الأمن ، وعناصر الأمن ، تمثل عقدة الخوف والرعب عند المواطن ، لذا وجدنا الإمام علياً (ع) منذ أربعة عشر قرناً ، يطلب من جهازه التنفيذي أن يحل عن قلوب الناس عقدة الخوف . .
ومجلس الأمن الذي حمل هذا الاسم أصبح جهازاً وأداة لتكريس اضطهاد الشعوب الضعيفة ، وتسلط الأقوياء . . إنّه يرى المذابح والكوارث وعمليات الارهاب يمارسها الصهاينة في فلسطين ، والحكام الروس في الشيشان ، والصرب في البوسنة والهرسك . . ولا يصدر منه حتى عبارة الاستنكار ، بل يبذل صنّاع القرار فيه براعتهم البلاغية عند إصدار القرارات للتغطية على جريمة القتلة ، بل ويمتنع مجلس الأمن المسيطر عليه من قبل الولايات المتحدة ، يمتنع حتى عن مناقشة جريمة الصهاينة وممارساتهم الارهابية التي يشهدها العالم أجمع ، من قتل الأطفال والنساء والأبرياء ونشر الرعب والخوف بين الناس وتشريدهم من ديارهم .
إنّ محنة الانسان على هذه الأرض هي محنة الخوف والرعب والارهاب ، وانعدام الأمن والخوف ، هما السبب الرئيس في القلق والشقاء والعذاب النفسي ، وهما مصدر الكثير من الأمراض والعقد النفسية والفوضى السياسية والاجتماعية والاقتصادية . . إنّ الأمن والسلام الاجتماعي في المفهوم الاسلامي حق طبيعي للإنسان ، يجب أن يكفله القانون ، ويحميه الرأي العام بوعيه وإصراره على تجسيد هذا الحق سلوكاً وواقعاً في الحياة . . ومن قراءة قوله تعالى : (مَن قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأ نّما قتل الناس جميعاً ومَن أحياها فكأ نّما أحيا الناس جميعاً) المائدة / 32.
(وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثمّ أقررتم وأنتم تشهدون * ثمّ أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقاً منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان ..) البقرة / 84 ـ 85.
القتل لا يصح إلاّ بالقضاء قصاصاً أو عقوبة . . أو بالحرب أو للدفاع أو للردع عن الجريمة . .
(ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلاّ بالحق ) (الإسراء / 33) .
( .. ولا يقتلون النفس التي حرَّم الله إلاّ بالحق .. ) (الفرقان / 68) .
(وإذا الموؤودة سئلت بأيِّ ذنب قتلت ) (التكوير / 9) .
(ومَن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليّه سلطاناً .. ) (الإسراء / 32) .
من قراءة هذه الآيات نستكشف حرمة الحياة ، واحترام حياة الانسان ، وأنّ قتل الفرد البريء في شريعة القرآن هو قتل للإنسانية جميعها ، وإحياء النفس وإنقاذها إنقاذ للبشرية جميعها .
لذا نجد الرسول الكريم محمداً (ص) يثبت حق الأمن للانسان ، وحماية دمه وماله وعرضه وكرامته في خطبته التأريخية الخالدة في حجة الوداع . . الرسول (ص) ابتدأ هذه الخطبة التأريخية الخالدة بقوله : «لعلكم لا تلقوني على مثل حالي هذه ، وعامكم هذا ، هل تدرون أي بلد هذا ؟ وهل تدرون أي شهر هذا ؟ وهل تدرون أي يوم هذا ؟ فقال الناس : نعم ، هذا البلد الحرام ، والشهر الحرام ، واليوم الحرام ، قال : فإنّ الله حرّم عليكم دماءكم وأموالكم كحرمة بلدكم هذا ، وكحرمة شهركم هذا ، وكحرمة يومكم هذا ، ألا هل بلغت ؟ قالوا : نعم ، قال : أللّهمّ اشهد» .
ويصف الرسول الكريم محمد (ص) الانسان وكرامته وحقوقه الطبيعية في الحياة فيقول : «إنّ هذا الانسان بنيان الله ، ملعون مَن هدم بنيانه» .
وقال (ص) : «أكبر الكبائر الإشراك بالله ، وقتل النفس ، وعقوق الوالدين ، وشهادة الزور» .
تحدّث القرآن عن أهمية الأمن والسلام في الأرض عندما روى لنا سبب اعتراض الملائكة على استخلاف الجنس البشري في هذه الأرض ، الذي جاء ملخصاً في نص الآية الكريمة : (وإذ قال ربّك للملائكة إنِّي جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها مَن يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبِّح بحمدك ونقدِّس لك قال إنِّي أعلم ما لا تعلمون) البقرة / 30.
إنّ تحليل هذا النص يكشف عن أنّ الإفساد في الأرض ، وسفك الدماء كافيان لعدم استحقاق الاستخلاف في الأرض . . فالاستخلاف في الأرض يستحقه المسبحون المقدسون . . الذين ينزهون الله سبحانه عن الشرّ والظلم بعقيدتهم وسلوكهم ، فلا يصدر عنهم شر ولا ظلم ولا فساد في الأرض ، وشر الظلم والفساد هو القتل ، وانعدام الأمن . . وفي هذه الآية يصور القرآن بشاعة القتل والإفساد في الأرض ، وانّه الجريمة التي حُرِم فاعلها من حق العيش على الأرض ، ومن استحقاقه لشرف الاستخلاف فيها . . اعتبر القرآن مسألة الأمن على الحياة من أعظم وأهم ما يجب الحفاظ عليه ، واعتبر قتل الانسان الفرد قتلاً للبشرية جميعها ، ولحفظ الحياة شرع القصاص من القاتل لردع الأشرار ، وإشعارهم بالخوف إذا ما أقدموا على الجريمة .
قال تعالى : ( .. من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل إنّه مَن قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأ نّما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأ نّما أحيا الناس جميعاً ولقد جاءتهم رسلنا بالبيِّنات ثمّ إن كثيراً منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون) المائدة / 32.
وفي سورة قريش نقرأ : (لإيلاف قريش * إيلافهم رحلة الشِّتاء والصَّيف * فليعبدوا رب هذا البيت * الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) قريش / 1 ـ 4.
إنّ الآية الرابعة من هذه السورة تقرر مبدأين أساسين في الحياة الانسانية هما : الأمن الغذائي وتوفير حاجة الانسان مما يحتاجه من الغذاء . . والأمن من المخاطر ووسائل الرعب والارهاب التي تهدد أمن الانسان وحياته . .
وحين تحدّث الرسول (ص) عن أمن المجتمع قال : «كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه» .
وتثبت الشريعة الإسلامية هذا الحق لكل مواطن من أهل الكتاب ، يعيش في بلد المسلمين ما زال يتعامل بسلام وموادعة ، ويحترم عقيدة المسلمين ومصالحهم ، ويعتبر نفسه جزءاً من المجتمع ، لذا نجد الرسول (ص) لا يحرم الاعتداء عليهم وإقلاق أمنهم فحسب ، بل ويحرم إيذاء أحد منهم .
جاء ذلك في بيانه الخالد : «مَن آذى ذمياً فقد آذاني» .
وفي موارد أخرى يدعو القرآن إلى الحوار والتفاهم مع أهل الكتاب (اليهود والنصارى) ويوضح وحدة العقيدة والأصول المشتركة في الكتب الإلهية جميعها.
قال تعالى : (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلاّ الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتّخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون) آل عمران / 64.
(ولا تجادلوا أهل الكتاب إلاّ بالتي هي أحسن إلاّ الذين ظلموا منهم وقولوا آمنّا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون) العنكبوت / 46.
ثمّ ينتقل القرآن في خطابه إلى المسلمين بفتح الأفق النفسي تجاه غير المسلمين لئلاّ يسلك البعض منهم السلوك المنفِّر ، ويقف خلف الحواجز النفسية فلا يتقدّم في الحوار والمخاطبة تجاه الآخرين . . فالقرآن يشجع المسلمين ، ويحثّهم على التفاهم مع أهل الكتاب بالتي هي أحسن ويوضح المشتركات التي ينطلق منها الحوار والخطاب ، كما يكشف عن إمكان تقبل الدعوة لدى الطرف الآخر وعدم اليأس منه
 
موضوع رائع

يا امال طه

موضوعك نال أعجابنا وشكرا لك على الطرح

نأمل منك المزيد

جزاك الله خيرا

سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك


====================
ملحوظة : هذا رد آلي على الموضوع
 
رد: قيمةالامن والسلام فى الاسلام

جزاكم الله خيرا

نعمة الامن نعمة لا تعادلها نعمة

أن تبيت فى بيتك آمنا على نفسك وأهلك وعيالك ومالك نعمة لا تقدر بالملايين

خذ منى كل شيئ وأعطنى الامن

السلطة في مفهوم الاسلام هي أداة لحفظ الأمن والسلام الفردي والاجتماعي ، وليست أداة رعب وتسلط ، وانّ الشعوب لا تقاد بالخوف والرعب ، بل علاقة السلطة بها يجب أن تقوم على أساس الثقة والأمن والحب والاحترام المتبادل . .

مجلس الأمن الذي حمل هذا الاسم أصبح جهازاً وأداة لتكريس اضطهاد الشعوب الضعيفة ، وتسلط الأقوياء . . إنّه يرى المذابح والكوارث وعمليات الارهاب يمارسها الصهاينة في فلسطين ، والحكام الروس في الشيشان ، والصرب في البوسنة والهرسك . . ولا يصدر منه حتى عبارة الاستنكار ، بل يبذل صنّاع القرار فيه براعتهم البلاغية عند إصدار القرارات للتغطية على جريمة القتلة ، بل ويمتنع مجلس الأمن المسيطر عليه من قبل الولايات المتحدة ، يمتنع حتى عن مناقشة جريمة الصهاينة وممارساتهم الارهابية التي يشهدها العالم أجمع ، من قتل الأطفال والنساء والأبرياء ونشر الرعب والخوف بين الناس وتشريدهم من ديارهم .
إنّ محنة الانسان على هذه الأرض هي محنة الخوف والرعب والارهاب ، وانعدام الأمن والخوف
 
رد: قيمةالامن والسلام فى الاسلام

جزاكم الله خيرا

نعمة الامن نعمة لا تعادلها نعمة

أن تبيت فى بيتك آمنا على نفسك وأهلك وعيالك ومالك نعمة لا تقدر بالملايين

خذ منى كل شيئ وأعطنى الامن

السلطة في مفهوم الاسلام هي أداة لحفظ الأمن والسلام الفردي والاجتماعي ، وليست أداة رعب وتسلط ، وانّ الشعوب لا تقاد بالخوف والرعب ، بل علاقة السلطة بها يجب أن تقوم على أساس الثقة والأمن والحب والاحترام المتبادل . .

مجلس الأمن الذي حمل هذا الاسم أصبح جهازاً وأداة لتكريس اضطهاد الشعوب الضعيفة ، وتسلط الأقوياء . . إنّه يرى المذابح والكوارث وعمليات الارهاب يمارسها الصهاينة في فلسطين ، والحكام الروس في الشيشان ، والصرب في البوسنة والهرسك . . ولا يصدر منه حتى عبارة الاستنكار ، بل يبذل صنّاع القرار فيه براعتهم البلاغية عند إصدار القرارات للتغطية على جريمة القتلة ، بل ويمتنع مجلس الأمن المسيطر عليه من قبل الولايات المتحدة ، يمتنع حتى عن مناقشة جريمة الصهاينة وممارساتهم الارهابية التي يشهدها العالم أجمع ، من قتل الأطفال والنساء والأبرياء ونشر الرعب والخوف بين الناس وتشريدهم من ديارهم .
إنّ محنة الانسان على هذه الأرض هي محنة الخوف والرعب والارهاب ، وانعدام الأمن والخوف
 
أعلى