• مرحبا بكم

    تم تطوير شبكة ومنتديات الجميزه للتماشى مع التطور الحقيقي للمواقع الالكترونيه وبهدف تسهيل التصفح على زوارنا واعضائنا الكرام لذلك تم التطوير وسيتم ارسال اشعار لكل الاعضاء على بريدهم الالكترونى لإعلامهم بان تم تطوير المنتدى

كنت لك كأبي زرع لأم زرع ( حديث أم زرع)

كنت لك كأبي زرع لأم زرع

هذه رواية روتها السيده عائشة ( رضي الله عنها ) ذات يوم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

وهي تدعي ( حديث أم زرع ) عن مجموعة من النساء ايام الجاهلية فقالت :



جلس إحدى عشرة امرأة ، فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا

قالت الأولى :

زوجي لحم جمل غث (1) على رأس جبل ، لا سهل فيرتقى ، ولا سمين فينتقل

قالت الثانية :

زوجي لا أبث (2) خبره إني أخاف أن لا أذره (3) إن أذكره أذكر عجره (4) وبجره (5)

قالت الثالثة :

زوجي العشنق (6) إن أنطق أطلق ، وإن أسكت أعلق (7)


قالت الرابعة :

زوجي كليل تهامة لا حر ، ولا قر (8) ، ولا مخافة ، ولا سآمة (9)

قالت الخامسة :


زوجي إن دخل فهد ، وإن خرج أسد ، ولا يسأل عما عهد

قالت السادسة :

زوجي إن أكل لف ، وإن شرب اشتف (10) ، وإن اضطجع التف ، ولا يولج (11) الكف ليعلم البث (12)

قالت السابعة :

زوجي غياياء (13) أو عياياء (14) طباقاء كل داء له داء شجك (15) ، أو فلك (16) ، أو جمع كلا لك

قالت الثامنة :


زوجي المس مس أرنب ، والريح ريح زرنب (17)

قالت التاسعة :

زوجي رفيع العماد طويل النجاد (18) عظيم الرماد (19) قريب البيت من الناد (20)

قالت العاشرة :

زوجي مالك ، فما مالك ؟ مالك خير من ذلك له إبل كثيرات المبارك قليلات المسارح (21) ، إذا سمعن أصوات المزاهر ، أيقن أنهن هوالك

قالت الحادية عشرة :

زوجي أبو زرع ، وما أبو زرع أناس من حلي أذني ، وملأ من شحم عضدي (22) فبجحني (23) فبجحت إلي نفسي وجدني في أهل غنيمة بشق ، فجعلني في أهل صهيل (24) وأطيط (25) ودائس (26) ومنق (27) ، فعنده أقول فلا أقبح ، وأرقد فأتصبح ، وأشرب فأتقمح ، أم أبي زرع ، فما أم أبي زرع عكومها (28) رداح (29) وبيتها فساح ، ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع ؟ مضجعه كمسل شطبة (30) ويشبعه ذراع الجفرة (31) وابنة أبى زرع ، فما ابنة أبي زرع ؟ طوع أبيها وطوع أمها وملء كسائها وغيظ جارتها جارية أبي زرع ، فما جارية أبي زرع ؟ لا تبث حديثنا تبثيثا (32) ، ولا تنقث (33) ميرتنا تنقيثا ، ولا تملأ بيتنا تعشيشا (34) ، قالت : خرج أبو زرع ، والأوطاب (35) تمخض (36) ، فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين يلعبان من تحت خصرها (37) برمانتين ، فطلقني ونكحها ، فنكحت بعده رجلا سريا (38) ، ركب شريا (39) ، وأخذ خطيا (40) ، وأراح علي نعما ثريا (41) ، وأعطاني من كل رائحة زوجا ، وقال : كلي أم زرع وميري (42) أهلك ، فلو جمعت كل شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية (43) أبي زرع


فقال سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم : للسيدة عائشة رضي الله عنها

لقد كنت لك كأبي زرع لأم زرع غيراني لا أطلقك

فقالت السيدة عائشة:


بل أنت أفضل من أبي زرع



رواه البخاري في باب حسن المعاشرة مع الأهل ، و مسلم في بَاب ذِكْرِ حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ ، و الحاكم في ذكر قول المصطفى للصديقة بنت الصديق إنه لها كأبي زرع لأم زرع

__________

معاني المفردات التى بين الاقواس

(1) الغث : شديد الهزال
(2) بث الخبر : نشره وأظهره وأذاعه
(3) أذر : أترك ، والمعنى أخافُ ألاّ أتْرُكَ صِفَتَه، ولا أقْطَعَها من طُولها أو المعنى أخاف ألاّ أقْدِرَ على تَرْكِه وفِراقِه
(4) العُجْرة : نفْخَةٌ في الظهر ، وقيل العُجَر العروق المتعَقّدة في الظهر
(5) البُجَر : العروق المُتَعَقّدة في البطن أو انتفاخ في السُّرة ثم نقل إلى الأحزان
(6) العشنق : الطويل المفرط في الطول
(7) أعلق : أبقى معلقة لا مطلقة فأتزوج غيره ولا ذات زوج فأنتفع به
(8) القر : البرد الشديد
(9) السآمة : الملل
(10) اشتف : شرب جميع ما في الإناء
(11) يولج : يدخل والمراد يمد يده
(12) البث : البث في الأصل شدة الحزن والمرض الشديد كأنه من شدته يبثه صاحبَه
(13) غياياء : كأنه في ظُلْمةٍ لا يَهْتَدِي إلى مَسْلك يَنْفُذ فيه. ويَجَوز أن تكون قد وَصَفَتْه بِثِقَل الرُّوح، وأنه كالظِّلِّ المُتَكاثِف المُظْلم الذي لا إشْرَاقَ فيه.
(14) العيَايَاء : العِنِّين الذي تُعْنِيه مباضَعةُ النِّساء، وهو من الإبل الذي لا يَضْرِب ولا ُيلقح.
(15) شج : جرح غيره
(16) فلك : جرحك في أي جزء من بدنك
(17) الزرنب : نبتٌ طَيِّبُ الرَّائحة، ولعلها أرادت طيب ذِكْره بين الناس أو طيب رائحة جسده وثيابه
(18) النجاد : ما يحمل فيه السيف وطوله كناية عن طول الرجل
(19) عظيم الرماد : كثير الأضْياف والإطْعام ؛ لأن الرماد يكْثُر بالطَّبْخ
(20) النادِ : النادي، وهو مُجْتَمَع القومِ وأهل المجلِس
(21) المسارح : جمع مَسْرح، وهو الموضِع الذي تسْرَح إليه الماشية بالغَدَاة للرَّعي
(22) العضد : ما بين المرفق والكتف
(23) بجح : عظم وفرح
(24) الصهيل : صوت الخيل والمراد كثرتهم
(25) أطيط : صوت الإبل والمراد أنهم أصحاب إبل وغنى وسعة
(26) دائس : يدوس الزرع ليخرج منه الحب ، وهي البقرة
(27) منق : المراد به : الذي ينقي الطعام أي يخرجه من بيته وقشوره ، والمقصود أنه صاحب زرع ويدوسه وينقيه
(28) العكوم : جمع عِكم وهي الأوعية التي تجمع فيها الأمتعة ونحوها
(29) رداح : كبيرة وعظيمة
(30) الشطبة : السَّعَفة من سَعَف النخلة ما دامت رَطبة ، أرادت أنه قليل اللحم دقيق الخَصْر ، فشبَّهته بالشطبة أي مَوضعُ نومه دقيق لنحافته . وقيل أرادت بمسَلِّ الشَّطْبة سَيْفا سُلَّ من غِمْده
(31) الجفرة : ولد المعز إذا بلغ أربعة أشهر
(32) تبثيثا : مصدر بثَّ وبث الخبر : نشره وأظهره وأذاعه
(33) التنقيث : النقل ، أرادت أنها أمينة على حفظ طعامنا لا تنقله وتخرجه وتفرقه
(34) تعشيشا : المقصود لا تخون في طعامنا فتخبأ في كل زاوية شيئا فيصير كعش الطائر
(35) أوطاب : جمع وطب ، وهو وعاء اللبن
(36) تمخض : تُحَرَّك تحريكًا سريعا لفصل الزبد عن اللبن
(37) خصرها : وسطها
(38) السري : الشريف أو السخي
(39) الشري : الفرس الذي يستشري في سيره أي يلح ويمضي بلا فتور ولا انكسار
(40) الخطي : الرمح
(41) الثري : الكثير
(42) ميري : أطعمي
(43) الآنية : الوعاء للطعام والشراب






 
موضوع رائع

يا أم حسام

موضوعك نال أعجابنا وشكرا لك على الطرح

نأمل منك المزيد

جزاك الله خيرا

سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك


====================
ملحوظة : هذا رد آلي على الموضوع
 

اصلان

Member
رد: كنت لك كأبي زرع لأم زرع ( حديث أم زرع)

مشكوره ام حسام مع اني وجدت صعوبه في فهم بعض الكلمات
 
رد: كنت لك كأبي زرع لأم زرع ( حديث أم زرع)

مشكوره ام حسام مع اني وجدت صعوبه في فهم بعض الكلمات
جزاك الله خيرا

فعلا الحديث به كلمات صعبة الفهم

لذلك انا كتبت معانى الكلمات لسهوله فهم بعضها

وبناءا على ذلك سوف أضع شرح للحديث و الفوائد المستفادة منه
 
رد: كنت لك كأبي زرع لأم زرع ( حديث أم زرع)

سبب الحديث :

قال ابن حجر: وقع لهذا الحديث سبب عند النسائي من طريق عمر بن عبد الله بن عروة، عن عروة، عن عائشة قالت: "فخرت بمال أبي في الجاهلية، وكان ألف ألف أوقية" وفيه" فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (اسكتي يا عائشة فإني كنت لك كأبي زرع لأم زرع)، ووقع في رواية الزبير بن بكار: "دخل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعندي بعض نسائه، فقال يخصني بذلك: (يا عائشة أنا لك كأبي زرع لأم زرع).

و قال ابن حجر: قال ابن المنير: نبه بهذه الترجمة على أن إيراد النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه الحكاية يعني حديث أم زرع ليس خلياً عن فائدة شرعية، وهي: الإحسان في معاشرة الأهل.

قيل إن النسوة من إحدى قبائل اليمن

قال ابن حجر: ووقع في رواية الزبير بن بكار: "دخل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعندي بعض نسائه، فقال يخصني بذلك: (يا عائشة أنا لك كأبي زرع لأم زرع) قلت: يا رسول الله ما حديث أبي زرع وأم زرع؟ قال: إن قرية من قرى اليمن كان بها بطن من بطون اليمن، وكان منهن إحدى عشرة امرأة، وإنهن خرجن إلى مجلس، فقلن: تعالين فلنذكر بعولتنا بما فيهم ولا نكذب.

أما أسماؤهن

فقد قال ابن حجر: وحكى عياض، ثم النووي، قول الخطيب في المبهمات: "لا أعلم أحداً سمى النسوة المذكورات في حديث أم زرع إلا من الطريق الذي أذكره وهو غريب جداً، ثم ساقه من طريق الزبير بن بكار، قال ابن حجر: قلت: وقد ساقه أيضاً أبو القاسم عبد الحكيم المذكور من الطريق المرسلة، فإنه ساقه من طريق الزبير بن بكار بسنده ثم ساقه من الطريق المرسلة، وقال النووي: وفيه أن الثانية اسمها عمرة بنت عمرو، واسم الثالثة حنى بنت نعب، والرابعة مهدد بنت أبي مرزمة، والخامسة كبشة، والسادسة هند، والسابعة حنى بنت علقمة، والثامنة بنت أوس بن عبد، والعاشرة كبشة بنت الأرقم، والحادية عشر أم زرع بنت أكهل بن ساعد.

قال ابن حجر: ولم يسم الأولى ولا التاسعة ولا أزواجهن، ولا ابنة أبي زرع ولا أمه، ولا الجارية ولا المرأة التي تزوجها أبو زرع، ولا الرجل الذي تزوجته أم زرع
 
رد: كنت لك كأبي زرع لأم زرع ( حديث أم زرع)

قال ابن حجر: قوله (فتعاهدن وتعاقدن) أي: ألزمن أنفسهن عهداً، وعقدن على الصدق من ضمائرهن عقداً.

قال ابن حجر: قوله (أن لا يكتمن) في رواية بن أبي أويس وعقبة: أن يتصادقن بينهن ولا يكتمن، وفي رواية سعيد بن سلمة عند الطبراني: أن ينعتن أزواجهن ويصدقن، وفي رواية الزبير: فتبايعن على ذلك.

قول الأولى :

(زوجي لحم جَملٍ غَثّ) أي: كلحم الجمل في الرداءة، لا كلحم الضأن، والمقصود منه المبالغة في قلة نفعه، والرغبة عنه.

(على رأس جبل وعر، لا سهلٌ فيرتقى، ولا سمينٌ فينتقل) المقصود المبالغة في تكبره وسوء خلقه، فلا يوصل إليه إلا بغاية المشقة، ولا ينفع زوجته في عشرة ولا غيرها مع كونه مكروهاً رديئاً، ومعنى (لا ينتقل) أي: لا ينقله الناس إلى بيوتهم ليأكلوه بعد مقاساة التعب ومشقة الوصول، بل يرغبون عنه لرداءته، وبالجملة فقد وصفته بالبخل والرداءة، والكبر على أهله وسوء الخلق.

قول الثانية :

(زوجي لا أثير خبره) أي لا أظهره وأنثره.

قال ابن حجر: قوله (إني أخاف أن لا أذره) أي: أخاف أن لا أترك من خبره شيئاً، فالضمير للخبر أي أنه لطوله وكثرته إن بدأته لم أقدر على تكميله، فاكتفت بالإشارة إلى معايبه خشية أن يطول الخطب بإيراد جميعها.

قوله (عجره وبجره) فالعجر تعقد العصب والعروق في الجسد حتى تصير ناتئة، والبجر مثلها إلا أنها مختصة بالتي تكون في البطن قاله الأصمعي وغيره، وقال الخطاب: أرادت عيوبه الظاهرة وأسراره الكامنة، قال: ولعله كان مستور الظاهر، رديء الباطن، وقال أبو سعيد الضرير: عنت أن زوجها كثير المعايب، متعقد النفس عن المكارم.

قول الثالثة :

(زوجي العشنق): هو الطويل، وقال الأصمعي: أرادت أنه ليس عنده أكثر من طوله بغير نفع، وقال غيره: هو المستكره الطول، وقيل: ذمته بالطول؛ لأن الطول في الغالب دليل السفه، وعلل ببعد الدماغ عن القلب.

قوله: (إن أنطق أطلق، وأن اسكت أعلق) أي: إن ذكرت عيوبه فيبلغه طلقني، وإن سكت عنها فأنا عنده معلقة، لا ذات زوج ولا أيم، هكذا توارد عليه أكثر الشراح تبعاً لأبي عبيد، وفي الشق الثاني عندي نظر؛ لأنه لو كان ذلك مرادها لانطلقت ليطلقها فتستريح، والذي يظهر لي أيضاً أنها أرادت وصف سوء حالها عنده، فأشارت إلى سوء خلقه، وعدم احتماله لكلامها إن شكت له حالها، وإنها تعلم أنها متى ذكرت له شيئاً من ذلك بادر إلى طلاقها، وهي لا تؤثر تطليقه لمحبتها فيه، ثم عبرت بالجملة الثانية إشارة إلى أنها سكتت صابرة على تلك الحال.

قول الرابعة :

(زوجي كليل تهامة، لا حر ولا قر، ولا مخافة ولا سآمة) وصفت زوجها بجميل العشرة، واعتدال الحال، وسلامة الباطن، فكأنها قالت: لا أذى عنده ولا مكروه، وأنا آمنة منه، فلا أخاف من شره، ولا ملل عنده فيسأم من عشرتي، أو ليس بسيء الخلق فأسأم من عشرته، فأنا لذيذة العيش عنده كلذة أهل تهامة بليلهم المعتدل.

قول الخامسة :

(زوجي أن دخل فهد، وأن خرج أسد، ولا يسأل عما عهد) قال ابن أبي أويس معناه: إن دخل البيت وثب علي وثوب الفهد، وإن خرج كان في الإقدام مثل الأسد، فعلى هذا يحتمل قوله "وثب" على المدح والذم، فالأول تشير إلى كثرة جماعه لها إذا دخل، فينطوي تحت ذلك تمدحها بأنها محبوبة لديه بحيث لا يصبر عنها إذا رآها، والذم إما من جهة أنه غليظ الطبع ليست عنده مداعبة ولا ملاعبة قبل المواقعة؛ بل يثب وثوباً كالوحش، أو من جهة أنه كان سيء الخلق، يبطش بها ويضربها، وإذا خرج على الناس كان أمره أشد في الجرأة والإقدام والمهابة كالأسد.

وقولها: (ولا يسأل عما عهد) يحتمل المدح والذم أيضاً، فالمدح بمعنى أنه شديد الكرم، كثير التغاضي، لا يتفقد ما ذهب من ماله، وإذا جاء بشيء لبيته لا يسأل عنه بعد ذلك، أو لا يلتفت إلى ما يرى في البيت من المعايب بل يسامح ويغضي، ويحتمل الذم، بمعنى أنه غير مبال بحالها حتى لو عرف أنها مريضة أو معوزة؛ وغاب ثم جاء لا يسأل عن شيء من ذلك، ولا يتفقد حال أهله ولا بيته؛ بل إن عرضت له بشيء من ذلك وثب عليها بالبطش والضرب، وأكثر الشراح شرحوه على المدح، فالتمثيل بالفهد من جهة كثرة التكرم أو الوثوب، وبالأسد من جهة الشجاعة، وبعدم السؤال من جهة المسامحة.
 
رد: كنت لك كأبي زرع لأم زرع ( حديث أم زرع)

قول السادسة :

(زوجي أن أكل لف، وأن شرب اشتف، وأن اضطجع التف، ولا يولج الكف ليعلم البث) المراد باللف الإكثار منه واستقصاؤه حتى لا يترك منه شيئاً، والاشتفاف في الشرب استقصاؤه، مأخوذ من الشفافة بالضم، والتخفيف وهي البقية تبقى في الإناء، فإذا شربها الذي شرب الإناء قيل اشتفها، وقوله (التف) أي: رقد ناحية وتلفف بكسائه وحده وانقبض عن أهله إعراضاً، فهي كئيبة حزينة لذلك؛ ولذلك قالت: (ولا يولج الكف ليعلم البث) أي: لا يمد يده ليعلم ما هي عليه من الحزن فيزيله، ويحتمل أن تكون أرادت أنه ينام نوم العاجز الفشل الكسل، والمراد بالبث: الحزن، ويقال: شدة الحزن، ويطلق البث أيضاً على الشكوى، وعلى المرض، وعلى الأمر الذي لا يصبر عليه، فأرادت أنه لا يسأل عن الأمر الذي يقع اهتمامها به، فوصفته بقلة الشفقة عليها، وأنه إن رآها عليلة لم يدخل يده في ثوبها ليتفقد خبرها كعادة الأجانب فضلا عن الأزواج، أو هو كناية عن ترك الملاعبة أو عن ترك الجماع، وقد جمعت في وصفها له بين اللؤم والبخل، والنهمة والمهانة، وسوء العشرة مع أهله، فإن العرب تذم بكثرة الأكل والشرب، وتتمدح بقلتهما، وبكثرة الجماع لدلالتها على صحة الذكورية والفحولية، ويحتمل أن يكون معنى قوله: ولا يولج الكف كناية عن ترك تفقده أمورها، وما تهتم به من مصالحها، وهو كقولهم: "لم يدخل يده في الأمر" أي لم يشتغل به ولم يتفقده.

قول السابعة :

( زوجي غياياء أو عياياء طباقاء) والغياياء الطباقاء: الأحمق الذي ينطبق عليه أمره، وقال النووي: قال عياض وغيره: غياياء بالمعجمة صحيح، وهو مأخوذ من الغياية وهي الظلمة، وكل ما أظل الشخص، ومعناه: لا يهتدي إلى مسلك، أو أنها وصفته بثقل الروح، وأنه كالظل المتكاثف الظلمة الذي لا إشراق فيه، أو أنها أرادت أنه غطيت عليه أموره.

وقولها: (كل داء له داء) أي: كل شيء تفرق في الناس من المعايب موجود فيه.

وقولها: (شجكِ) أي: جرحك في رأسك، وجراحات الرأس تسمى شجاجاً، وقولها: (أو فلكِ) أي جرح جسدك، وقولها: (أو جمع كلا ًلكِ) قال الزمخشري: يحتمل أن تكون أرادت أنه ضروب للنساء، فإذا ضرب؛ إما أن يكسر عظماً، أو يشج رأسها، أو يجمعهما، قال عياض: وصفته بالحمق، والتناهي في سوء العشرة، وجمع النقائص بأن يعجز عن قضاء وطرها مع الأذى، فإذا حدثته سبها، وإذا مازحته شجها، وإذا أغضبته كسر عضواً من أعضائها، أو شق جلدها، أو أغار على مالها، أو جمع كل ذلك من الضرب والجرح وكسر العضو وموجع الكلام وأخذ المال.

قول الثامنة :

( زوجي المس مس أرنب، والريح ريح زرنب) زاد الزبير في روايته: (وأنا أغلبه والناس يغلب) والأرنب: دويبة لينة المس، ناعمة الوبر جداً، والزرنب: هو نبت طيب الريح، وصفته بأنه لين الجسد ناعمه، ويحتمل أن تكون كنَّت بذلك عن حسن خلقه، ولين عريكته؛ بأنه طيب العرق لكثرة نظافته، واستعماله الطيب؛ تظرفاً، ويحتمل أن تكون كنَّت بذلك عن طيب حديثه، أو طيب الثناء عليه؛ لجميل معاشرته، وأما قولها (وأنا أغلبه والناس يغلب) فوصفته مع جميل عشرته لها، وصبره عليها؛ بالشجاعة، وهو كما قال معاوية: (يغلبن الكرام، ويغلبهن اللئام)، قال عياض: هذا من التشبيه بغير أداة، وفيه حسن المناسبة والموازنة والتسجيع، وأما قولها: (والناس يغلب) ففيه نوع من البديع يسمى التنميم؛ لأنها لو اقتصرت على قولها: (وأنا أغلبه) لظن أنه جبان ضعيف، فلما قالت (والناس يغلب) دل على أن غلبها إياه إنما هو من كرم سجاياه فتممت بهذه الكلمة المبالغة في حسن أوصافه.

قول التاسعة :

( زوجي رفيع العماد، طويل النجاد، عظيم الرماد، قريب البيت من الناد) وصفته بطول البيت وعلوه؛ فإن بيوت الأشراف كذلك، يعلونها ويضربونها في المواضع المرتفعة؛ ليقصدهم الطارقون والوافدون، فطول بيوتهم أما لزيادة شرفهم، أو لطول قاماتهم، وبيوت غيرهم قصار، ومن لازم طول البيت؛ أن يكون متسعاً فيدل على كثرة الحاشية والغاشية، وقيل كنَّت بذلك عن شرفه ورفعة قدره، والنجاد حمالة السيف تريد أنه طويل القامة يحتاج إلى طول نجاده، وفي ضمن كلامها أنه صاحب سيف فأشارت إلى شجاعته، وقولها (عظيم الرماد) تعني: أن نار قراه للأضياف لا تطفأ لتهتدي الضيفان إليها، فيصير رماد النار كثيراً لذلك، وقولها (قريب البيت من الناد) وقفت عليها بالسكون لمؤاخاه السجع، والنادي والندى مجلس القوم، وصفته بالشرف في قومه فهم إذا تفاوضوا وتشاوروا في أمر وأتوا فجلسوا قريباً من بيته؛ اعتمدوا على رأيه، وامتثلوا أمره، أو أنه وضع بيته في وسط الناس؛ ليسهل لقاؤه، ويكون أقرب إلى الوارد وطالب القرى، ويحتمل أن تريد أن أهل النادي إذا أتوه لم يصعب عليهم لقاؤه؛ لكونه لا يحتجب عنهم، ولا يتباعد منهم، بل يقرب ويتلقاهم، ويبادر لإكرامهم، وضد من يتوارى بأطراف الحلل، وأغوار المنازل، ويبعد عن سمت الضيف؛ لئلا يهتدوا إلى مكانه، فإذا استبعدوا موضعه صدروا عنه، ومالوا إلى غيره، ومحصل كلامها أنه وصفته بالسيادة والكرم، وحسن الخلق وطيب المعاشرة.

قول العاشرة :

( زوجي مالك، وما مالك ؟ مالك خير من ذلك، له إبل كثيرات المبارك، قليلات المسارح، وإذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك) ما: في قولها (وما مالك) استفهامية يقال للتعظيم والتعجب، والمعنى: وأي شيء هو مالك، ما أعظمه وأكرمه، وتكرير الاسم أدخل في باب التعظيم، وقولها: (مالك خير من ذلك) زيادة في الإعظام، وتفسير لبعض الإبهام، وأنه خير مما أشير إليه من ثناء وطيب ذكر، وفوق ما اعتقد فيه من سؤدد وفخر، والمبارك: جمع مبرك، وهو موضع نزول الإبل، والمسارح: جمع مسرح، وهو: الموضع الذي تطلق لترعى فيه، والمزهر بكسر الميم وسكون الزاي وفتح الهاء: آلة من آلات اللهو، وقيل: هي العود، وقيل: دف مربع، وأنكر أبو سعيد الضرير تفسير المزهر بالعود فقال: ما كانت العرب تعرف العود إلا من خالط الحضر منهم، وإنما هو بضم الميم وكسر الهاء وهو: الذي يوقد النار فيزهرها للضيف؛ فإذا سمعت الإبل صوته، ومعمعان النار؛ عرفت أن ضيفاً طرق فتيقنت الهلاك، وتعقبه عياض بأن الناس كلهم رووه بكسر الميم وفتح الهاء، ثم قال: ومن الذي أخبره أن مالكاً المذكور لم يخالط الحضر، ولا سيما مع ما جاء في بعض طرق هذا الحديث أنهن كن من قرية من قرى اليمن، وفي الأخرى أنهن من أهل مكة، وقد كثر ذكر المزهر في أشعار العرب جاهليتها وإسلامها ببدويها وحضريها أهـ .
 
رد: كنت لك كأبي زرع لأم زرع ( حديث أم زرع)

قول الحادية عشرة :

وهي أم زرع بنت أكيمل بن ساعدة

قوله: (زوجي أبو زرع) قوله: (أناس) أي حرك، قوله: (من حلي أذني) المراد أنه ملأ أذنيها بما جرت عادة النساء من التحلي به من قرط وشنف من ذهب ولؤلؤ ونحو ذلك.

قوله: (وملأ من شحم عضدي) قال أبو عبيد لم ترد العضد وحده وإنما أرادت الجسد كله؛ لأن العضد إذا سمنت سمن سائر الجسد، وخصت العضد لأنه أقرب ما يلي بصر الإنسان من جسده، قوله (وبجحنى فبجحت) وفي رواية لمسلم (فتبجَّحَتْ إلي) بالتشديد (نفسي) والمعنى: أنه فرحها ففرحت، وقال ابن الأنباري: المعنى عظمني فعظمت إلي نفسي.

قوله: (وجدني في أهل غُنَيْمَة بشَق) المراد شق جبل كانوا فيه لقلتهم ووسعهم، والمعنى بالشق إنهم كانوا في شظف من العيش.

قوله: (فجعلني في أهل صهيل) أي: خيل (وأطيط) أي: إبل، وأصل الأطيط صوت أعواد المحامل والرجال على الجمال، فأرادت إنهم أصحاب محامل تشير بذلك إلى رفاهيتهم.

قوله (ودائس) اسم فاعل من الدوس، والدائس الذي يدوس الطعام، فكأنها أرادت إنهم أصحاب زرع.

قوله: (ومنق)أي له أنعام ذات نقي أي سمان، والحاصل أنها ذكرت أنه نقلها من شظف عيش أهلها إلى الثروة الواسعة من الخيل والإبل والزرع وغير ذلك.

قوله: (فعنده أقول فلا أقبح) أي فلا يقال لي قبحك الله، أو لا يقبح قولي، ولا يرد علي، أي لكثرة إكرامه لها، وتدللها عليه، لا يرد لها قولاً ولا يقبح عليها ما تأتي به.

قوله: (وأرقد فأتصبح) أي: أنام الصبحة وهي نوم أول النهار فلا أوقظ، إشارة إلى أن لها من يكفيها مؤنة بيتها ومهنة أهلها.

قوله: (وأشرب فأتقنح) كذا وقع بالقاف والنون الثقيلة ثم المهملة قال عياض: لم يقع في الصحيحين إلا بالنون ورواه الأكثر في غيرهما بالميم، أتقمح: أي أروى حتى لا أحب الشرب، وأثبت بعضهم أن معنى أتقنح بمعنى اتقمح؛ لأن النون والميم يتعاقبان مثل امتقع لونه وانتقع، وقيل التقنح الشرب بعد الري.

قوله : (أم أبي زرع فما أم أبي زرع؟ عكومها رداح، وبيتها فساح) والعكوم جمع عكم، وهي: الأعدال والأحمال التي تجمع فيها الأمتعة، ورداح أي: عظام كثيرة الحشو ملأى، وفساح أي: واسع يقال بيت فسيح وفساح، والمعنى أنها وصفت والدة زوجها بأنها كثيرة الآلات والأثاث والقماش، واسعة المال، كبيرة البيت؛ إما حقيقة فيدل ذلك على عظم الثروة، وإما كناية عن كثرة الخير، ورغد العيش والبر بمن ينزل بهم.

قوله: (ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع؟ مضجعه كمسل شطبة، ويشبعه ذراع الجفرة) أصل الشطبة ما شطب من الجريد وهو سعفه، فيشق منه قضبان رقاق تنسج منه الحصر، شبهته بسيف مسلول ذي شطب، وسيوف اليمن كلها ذات شطب، وقد شبهت العرب الرجال بالسيوف إما لخشونة الجانب، وشدة المهابة، وإما لجمال الرونق، وكمال اللألاء، وإما لكمال صورتها في اعتدالها واستوائها، وأما الجفرة فهي الأنثى من ولد المعز إذا كان بن أربعة أشهر وفصل عن أمة وأخذ في الرعي، وقال الخليل: الجفر من أولاد الشاة ما استجفر أي صار له بطن.

قوله: (بنت أبي زرع فما بنت أبي زرع؟) في رواية مسلم (وما) بالواو بدل الفاء، قوله (طوع أبيها وطوع أمها) أي أنها بارة بهما.

قوله: (وملء كسائها) كناية عن كمال شخصها، ونعمة جسمها.

قوله: (وغيظ جارتها) في رواية سعيد بن سلمة عند مسلم (وعقر جارتها) بفتح المهملة وسكون القاف أي دهشها أو قتلها.

قوله: (جارية أبي زرع، فما جارية أبي زرع؟ لا تبث حديثنا تبثيثاً) بَثَّ الحديث، ونَثَّ الحديث: أظهره.

قوله: (ولا تنقث ميرتنا تنقيثاً) أي: تسرع فيه بالخيانة، وأرادت المبالغة في براءتها من الخيانة، والميرة أصله ما يحصله البدوي من الحضر ويحمله إلى منزله لينتفع به أهله، والمعنى لا تخرج ما في منزل أهلها إلى غيرهم.

قوله: (ولا تملأ بيتنا تعشيشاً) أي: أنها مُصلحة للبيت، مهتمة بتنظيفه، وإلقاء كناسته وإبعادها منه، وأنها لا تكتفي بقم كناسته وتركها في جوانبه كأنها الأعشاش.

قوله: (قالت:خرج أبو زرع والأوطاب تمخض) الأوطاب جمع وطب وهو وعاء اللبن، أرادت أنه يبكر بخروجه من منزلها غدوة وقت قيام الخدم والعبيد لأشغالهم، وانطوى في خبرها كثرة خير داره، وغزر لبنه، وأن عندهم ما يكفيهم ويفضل حتى يمخضوه ويستخرجوا زبده.

قوله: (فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين) فائدة وصفها لهما؛ التنبيه على أسباب تزويج أبي زرع لها؛ لأنهم كانوا يرغبون في أن تكون أولادهم من النساء المنجبات، فلذلك حرص أبو زرع عليها لما رآها.

قوله: (يلعبان من تحت خصرها برمانتين) أي: أن ذلك مكان الولدين منها، وأنهما كانا في حضنيها أو جنبيها، وفي تشبيه النهدين بالرمانتين إشارة إلى صغر سنها، وإنها لم تترهل حتى تنكسر ثدياها وتتدلى.

قوله: (فطلقني ونكحها فنكحت بعده رجلاً سرياً) أي: من سراة الناس، وهم كبراؤهم في حسن الصورة والهيئة، والسري من كل شيء: خياره.

قوله: (ركب شرياً) تعني فرساً خياراً فائقاً، والشري الذي يستشري في سيره، أي يمضي فيه بلا فتور.

قوله: (وأخذ خطياً) نسبة إلى الخط وهو الرمح، والخط موضع بنواحي البحرين تجلب منه الرماح.

قوله: (أراح) من الرواح، ومعناه: أتى بها إلى المراح، وهو موضع مبيت الماشية.

قوله: (نعماً) هو الإبل خاصة، ويطلق على جميع المواشي إذا كان فيها إبل.

قوله: (ثرياً) أي كثيرة.

قوله: (وأعطاني من كل رائحة زوجاً) أعطاني من كل شيء يذبح زوجاً، والرائحة: الآتية وقت الرواح وهو آخر النهار.

قوله: (وقال كلي أم زرع وميرى أهلك) أي صليهم وأوسعي عليهم بالميرة وهي الطعام. قوله: (فلو جمعت كل شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع) الحاصل أنها وصفته بالسؤدد في ذاته، والشجاعة والفضل والجود؛ بكونه أباح لها أن تأكل ما شاءت من ماله، وتهدي منه ما شاءت لأهلها، مبالغة في إكرامها، ومع ذلك فكانت أحواله عندها محتقرة بالنسبة لأبي زرع، وكان سبب ذلك أن أبا زرع كان أول أزواجها، فسكنت محبته في قلبها كما قيل ما الحب إلا للحبيب الأول.

قوله: (قالت عائشة: قال رسول الله: - صلى الله عليه وسلم -) وفي رواية الترمذي: (فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).

قوله: (كنت لكِ) يحتمل أن تكون كان هنا على بابها، والمراد بها الاتصال كما في قوله تعالى: {وكان الله غفوراً رحيماً} إذ المراد بيان زمان ماض في الجملة أي: كنت لك في سابق علم الله.

قوله: (كأبي زرع لأم زرع) زاد في رواية الهيثم بن عدي: (في الألفة والوفاء لا في الفرقة والجلاء)، وزاد الزبير في آخره: (إلا أنه طلقها وإني لا أطلقك) وزاد النسائي في رواية له والطبراني قالت عائشة: "يا رسول الله بل أنت خير من أبي زرع" وكأنه - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك تطييباً لها، وطمأنينة لقلبها، ودفعاً لإيهام عموم التشبيه بجملة أحوال أبي زرع؛ إذ لم يكن فيه ما تذمه النساء سوى ذلك، وقد وقع الإفصاح بذلك وأجابت هي عن ذلك جواب مثلها في فضلها وعلمها
 
رد: كنت لك كأبي زرع لأم زرع ( حديث أم زرع)

الفوائد المستفادة من الحديث


1. حسن عشرة المرء أهله بالتأنيس، والمحادثة بالأمور المباحة ما لم يفض ذلك إلى ما يمنع.

2. وفيه المزاح أحياناً، وبسط النفس به، ومداعبة الرجل أهله، وإعلامه بمحبته لها ما لم يؤد ذلك إلى مفسدة تترتب على ذلك، من تجنيها عليه وإعراضها عنه.

3. وفيه منع الفخر بالمال، وبيان جواز ذكر الفضل بأمور الدين، وإخبار الرجل أهله بصورة حاله معهم، وتذكيرهم بذلك لاسيما عند وجود ما طبعن عليه من كفر الإحسان.

4. وفيه ذكر المرأة إحسان زوجها.

5. وفيه إكرام الرجل بعض نسائه بحضور ضرائرها بما يخصها به من قول أو فعل، ومحله عند السلامة من الميل المفضي إلى الجور.

6. وفيه جواز تحدث الرجل مع زوجته في غير نوبتها.

7. وفيه الحديث عن الأمم الخالية، وضرب الأمثال بهم اعتباراً، وجواز الانبساط بذكر طرف الأخبار، ومستطابات النوادر تنشيطاً للنفوس.

8. وفيه حض النساء على الوفاء لبعولتهن، وقصر الطرف عليهم، والشكر لجميلهم، ووصف المرأة زوجها بما تعرفه من حسنٍ وسوءٍ، وجواز المبالغة في الأوصاف، ومحله إذا لم يصر ذلك ديدناً لأنه يفضي إلى خرم المروءة.

9. وفيه تفسير ما يجمله المخبر من الخبر؛ إما بالسؤال عنه، وإما ابتداء من تلقاء نفسه.

10. وفيه أن ذكر المرء بما فيه من العيب جائز إذا قصد التنفير عن ذلك الفعل ولا يكون ذلك غيبة، قال بعضهم: ذكر بعض هؤلاء النسوة أزواجهن بما يكرهون، ولم يكن ذلك غيبة لكونهم لا يعرفون بأعيانهم وأسمائهم، قال المازري: وإنما يحتاج إلى هذا الاعتذار لو كان من تحدث عنده بهذا الحديث سمع كلامهن في اغتياب أزواجهن، فأقرهن على ذلك، فأما والواقع خلاف ذلك؛ وهو أن عائشة حكت قصة عن نساء مجهولات غائبات فلا، ولو أن امرأة وصفت زوجها بما يكرهه لكان غيبة محرمة على من يقوله ويسمعه، إلا إن كانت في مقام الشكوى منه عند الحاكم، وهذا في حق المعين، فأما المجهول الذي لا يعرف فلا حرج في سماع الكلام فيه؛ لأنه لا يتأذى إلا إذا عرف أن من ذكر عنده يعرفه.

11. وفيه تقويةٌ لمن كره نكاح من كان لها زوج، لما ظهر من اعتراف أم زرع بإكرام زوجها الثاني لها بقدر طاقته، ومع ذلك حقرته وصغرته بالنسبة إلى الزوج الأول.

12. وفيه أن الحب يستر الإساءة؛ لأن أبا زرع مع إساءته لها بتطليقها لم يمنعها ذلك من المبالغة في وصفه إلى أن بلغت حد الإفراط والغلو، وقد وقع في بعض طرقه إشارة إلى أن أبا زرع ندم على طلاقها وقال في ذلك شعراً.

13. وفيه جواز وصف النساء ومحاسنهن للرجل، لكن محله إذا كن مجهولات، والذي يمنع من ذلك وصف المرأة المعينة بحضرة الرجل، أو أن يذكر من وصفها ما لا يجوز للرجال تعمد النظر إليه.

14. وفيه أن التشبيه لا يستلزم مساواة المشبه بالمشبه به من كل جهة لقوله -صلى الله عليه وسلم -: (كنت لك كأبي زرع)، والمراد ما بينَّه بقوله: في رواية الهيثم في الألفة..إلى آخره، لا في جميع ما وصف به أبو زرع من الثروة الزائدة، والابن والخادم وغير ذلك، وما لم يذكر من أمور الدين كلها.

15. وفيه أن كناية الطلاق لا توقعه إلا مع مصاحبة النية فإنه - صلى الله عليه وسلم - تشبه بأبي زرع، وأبو زرع قد طلق، فلم يستلزم ذلك وقوع الطلاق لكونه لم يقصد إليه.

16. وفيه أن من شأن النساء إذا تحدثن أن لا يكون حديثهن غالباً إلا في الرجال، وهذا بخلاف الرجال فإن غالب حديثهم إنما هو فيما يتعلق المعاش.

17. وفيه جواز الكلام بالألفاظ الغريبة، واستعمال السجع في الكلام إذا لم يكن مكلفاً، قال عياض ما ملخصه: في كلام هؤلاء النسوة من فصاحة الألفاظ، وبلاغة العبارة والبديع؛ ما لا مزيد عليه، ولا سيما كلام أم زرع، فإنه مع كثرة فصوله، وقلة فضوله؛ مختار الكلمات، واضح السمات، نير النسمات، قد قدرت ألفاظه قدر معانيه، وقررت قواعده وشيدت مبانيه، وفي كلامهن ولا سيما الأولى والعاشرة أيضاً من فنون التشبيه والاستعارة، والكناية والإشارة، والموازنة والترصيع، والمناسبة والتوسيع، والمبالغة والتسجيع، والتوليد وضرب المثل، وأنواع المجانسة وإلزام ما لا يلزم، والإيغال والمقابلة، والمطابقة والاحتراس، وحسن التفسير والترديد، وغرابة التقسيم وغير ذلك؛ أشياء ظاهرة لمن تأملها، وقد أشرنا إلى بعضها فيما تقدم، وكمل ذلك أن غالب ذلك أفرغ في قالب الانسجام، وأتى به الخاطر بغير تكلف، وجاء لفظه تابعاً لمعناه، منقاداً له غير مستكره ولا منافر، والله يمن على من يشاء بما شاء لا إله إلا هو.
 
رد: كنت لك كأبي زرع لأم زرع ( حديث أم زرع)

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه


وجزاكم اللة خيرا على مجهودكم الرائع
 
رد: كنت لك كأبي زرع لأم زرع ( حديث أم زرع)

مشكوووووور والله يعطيك العافيه

اللهم صلى على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
 
رد: كنت لك كأبي زرع لأم زرع ( حديث أم زرع)

جزاكِ الله خيراً يا أم حسام .
ونفعنا الله وإياكم باللعلم النافع .
ولقد سمعت هذا الحديث من شخنا العلامة أبي إسحاق الحويني
وفيه فوائد كثير أرجو من الله أن ينفعنا بها .
مشكووووووره والله يعطيك الف عافيه .
 
رد: كنت لك كأبي زرع لأم زرع ( حديث أم زرع)

ونفعنا الله وإياكم بالعلم النافع
ولقد سمعت هذا الحديث من شخنا العلامة أبي إسحاق الحويني
وفيه فوائد كثير أرجو من الله أن ينفعنا بها
مشكوووووور والله يعطيك العافيه

و زادنا الله من علمه وفضله ورزقه
 
رد: كنت لك كأبي زرع لأم زرع ( حديث أم زرع)

إذا كانت هذه مشاركة نائبة المدير وتعليق وشرح أيضا نائبة المدير ............................ فماذا تنتظرون من هذا المنتدى ................................... لاشك أن نجابة المدير تدل على نجابة المشرفين والاعضاء أتمنى من نائبة المدير أن تخوض هذه التجربة ثانية وتفتش لنا عن هذا التراث الثمين من أحاديث رسولنا الكريم لنستفيد منه .................................................................................................................................. وما التأنيث لاسم الشمس عيب ....................ولا التذكير فخر للهلال
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
أعلى