• مرحبا بكم

    تم تطوير شبكة ومنتديات الجميزه للتماشى مع التطور الحقيقي للمواقع الالكترونيه وبهدف تسهيل التصفح على زوارنا واعضائنا الكرام لذلك تم التطوير وسيتم ارسال اشعار لكل الاعضاء على بريدهم الالكترونى لإعلامهم بان تم تطوير المنتدى

سلسلة غير قدوتك - الجزء الرابع والعشرون-عمر بن عبد

بسملة

Active Member
بسم الله الرحمن الرحيم

رأى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رؤيا، فقام من نومه يردد: مَنْ هذا الأشجُّ من بني أمية، ومِنْ ولد عمر يُسَمى عمر، يسير بسيرة عمر ويملأ الأرض عدلاً.
ومرت الأيام، وتحققت رؤيا أمير المؤمنين، ففي منطقة حلوان بمصر حيث يعيش وإلى مصر عبد العزيز بن مروان وزوجته ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب وُلِد
عمر بن عبد العزيز سنة 61هـ،
عمر الزاهد ...عمر الخليفة العادل....عمر مجدد الإسلام في القرن الهجري الأول

أولاً : اسمه ونسبه وولادته:-
هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية، الإمام الحافظ، العلامة المجتهد، الزاهد العابد، السيد أمير المؤمنين حقاً، أبو حفص ، القرشي الأُموي المدني ثم المصري، الخليفة الزاهد الراشد، أشجُّ بني أمية().

وأمه : هي أم عاصم ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب t ().

ولادته :
ولد سنة : ثلاث وستين. وقيل: سنة إحدى وستين، وهي السنة التي قتل فيها الحسين بن علي رضي الله عنهما بمصر .. وقيل: سنة تسع وخمسين

ثانياً: نشأته حال صغره وتربيته:-
كان عمر رحمه الله ابن والي مصر عبد العزيز، وكان يعيش في أسرة الملك والحكم، حيث النعيم الدنيوي، وزخرف الدنيا الزائل، وكان رحمه الله يتقلب في نعيم يتعاظم كل وصف، ويتحدى كل إحاطة.. إنّ دخله السنوي من راتبه ومخصصاته، ونتاج الأرض التي ورثها من أبيه يجاوز أربعين ألف دينار .. وإنه ليتحرك مسافراً من الشام إلى المدينة، فينتظم موكبه خمسين جملاً تحمل متاعه..

وكان يلبس أبهى الثياب وأغلاها .. ويضمخ نفسه بأبهج عطور دنياه، حتى إنه ليعبر طريقاً ما، فيعلم الناس أنه عبره، وكان رحمه الله يتأنق في كل شيء .. حتى المشية .. التي انفرد بها وشغف الشباب بمحاكاتها وعرفت لفرط أناقتها واختيالها بـ"المشية العمرية".

ثم إنه رحمه الله مع هذا كله كان فيه نبوغ مبكر فلم تنسه هذه الدنيا وزخرفها الله تعالى والدار الآخرة، بل إنه رحمه الله كان فيه حب للعلم وأهله كما سيأتي …


لقد جمع القرآن وهو صغير، تحدث هو عن نفسه وطفولته فقال : " لقد رأيتني بالمدينة غلاماً مع الغلمان ثم تاقت نفسي للعلم، فأصبت منه حاجتي " .. ورغب إلى والده أن يغادر مصر إلى المدينة ليَدْرُس بها ويتفقه، فأرسله إليها وعهد به إلى واحد من كبار معلمي المدينة وفقهائها وصالحيها وهو: صالح بن كيسان رحمه الله،


ثم لا يكاد ينزل بها حتى يلوذ بالشيوخ والعلماء والفقهاء، متجنباً أترابه.. وأقبل على العربية وآدابها وشعرها فيستوعب من ذلك كله محصولاً وفيراً.

قصة حلق رأسه:
كان صالح بن كيسان رحمه الله يُلزمه الصلوات، فأبطأ يوماً عن الصلاة، فقال : ما حبسك؟ قال : كانت مرجلتي تسكن شعري. فقال : بلغ من تسكين شعرك أن تؤثره على الصلاة . وكتب بذلك إلى والده، فبعث عبد العزيز رسولاً إليه فما كلمه حتى حلق شعره.

بكاؤه حال صغره وخوفه:
لما حج أبوه اجتاز به في المدينة فسأل صالح عنه فقال: ما خبرت أحداً الله أعظم في صدره من هذا الغلام.

وقد فاجأته أمه ذات يوم وهو يبكي في حجرته، فسألته: ماذا حدث لك يا عمر؟ فأجاب: لا شيء يا أماه إنما ذكرتُ الموت، فبكت أمه.
وكان معجبًا إعجابًا شديدًا بعبد الله بن عمر -رضي الله عنه- وكان دائمًا يقول لأمه: تعرفين يا أماه لأكونن مثل خالي عبد الله بن عمر،

قصة تسميته بأشج بني أمية:

دخل عمر بن عبد العزيز رحمه الله إلى إصطبل أبيه فضربه فرس فشجه فجعل أبوه يمسح الدم عنه ويقول: إن كنت أشج بني أمية إنك إذاً لسعيد. يشير لرؤيا جده عمر بن الخطاب رضي الله عنه التي ذكرناها سابقاً


زواجه وأولاده:-
لما مات أبوه أخذه عمه أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان فخلطه بولده، وقدمه على كثير منهم، وزوجه بابنته فاطمة، وهي التي يقول فيها الشاعر:
بنت الخليفة والخليفة جدها أخت الخلائف والخليفة زوجها


صفاته الخلْقية:-
كان عمر نحيف الجسم أبيض الوجه حسن اللحية، ، بجبهته شجة، غائر العينين.
وكان توليه الملك في عز شبابه في الخامسة والثلاثين من عمره.


كيفية خلافته:
لما مرض الخليفة سليمان بن عبدالملك استشار وزيره رجاء بن حيوة فيمن يولي بعده فأشار عليه بعمر بن عبدالعزيز وكانت بشارة الخير على الأمة الاسلامية كلها....فكتب العهد وتمت البيعة لعمر بعد وفاة سليمان بن عبدالملك رحمه الله وبدون علم مسبق لعمر بن عبد العزيز


-عندما تلقى عمر بن عبد العزيز خبر توليته (للخلافة)، انصدع قلبه من البكاء، وهو في الصف الأول، فأقامه العلماء على المنبر وهو يرتجف، ويرتعد، وأوقفوه أمام الناس، فأتى ليتحدث فما استطاع أن يتكلم من البكاء، قال لهم: بيعتكم بأعناقكم، لا أريد خلافتكم، فبكى الناس وقالوا: لا نريد إلا أنت، فاندفع يتحدث، فذكر الموت، وذكر لقاء الله، وذكر مصارع الغابرين، حتى بكى من بالمسجد.

يقول رجاء بن حيوة: والله لقد كنت أنظر إلى جدران مسجد بني أمية ونحن نبكي، هل تبكي معنا !! ثم نزل، فقربوا له المَراكب والموكب كما كان يفعل بسلفه، قال: لا، إنما أنا رجل من المسلمين، غير أني أكثر المسلمين حِملاً وعبئاً ومسئولية أمام الله، قربوا لي بغلتي فحسب، فركب بغلته، وانطلق إلى البيت، فنزل من قصره، وتصدق بأثاثه ومتاعه على فقراء المسلمين.


حال الناس في عهده :

شبع في عهده الجياع ، وكسى الفقراء ، واستجاب للمستضعفين ، وكان أباً لليتامى ، وعائلاً للأيامى ، وملاذاً للضائعين ، كان الأغنياء يخرجون بزكاة أموالهم فلا يجدون فقيراً يأخذها ، ويبسط يده إليها … إن عدله رحمه الله لم يكف الناس حاجاتهم فحسب بل وملأهم شعوراً بالكرامة والقناعة.

أمر رحمه الله ولاته أن يبدءوا بتغطية حاجات أقطارهم .. وما فاض وبقي يُرسل إلى الخزينة العامة .. ومن قصر دخل إقليمه عن تغطية حاجات أهله أمده الخليفة بما يغطي عجزه ،
وراح رحمه الله ينشئ في طول البلاد وعرضها دور الضيافة يأوي إليها المسافرون وأبناء السبيل ، ومضى يرفع مستوى الأجور الضعيفة ، وكفل كل حاجات العلماء والفقهاء ليتفرغوا لعلمهم ورسالتهم دون أن ينتظروا من أيدي الناس أجراً .. وأمر لكل أعمى بقائد يقوده ويقضي له أموره على حساب الدولة
وعمل على تزويج من لا يملك مئونة الزواج على نفقة الدولة.
، ولكل مريض أو مريضين بخادم على حساب الدولة ، وأمر ولاته بإحصاء جميع الغارمين فقضى عنهم دينهم ، وافتدى أسرى المسلمين وكفل اليتامى.
قال الحسن القصاب : رأيت الذئاب ترعى مع الغنم البادية في خلافة عمر بن عبد العزيز فقلت : سبحان الله ذئب مع غنم لا يضرها ؟‍ فقال الراعي : إذا صلح الرأس فليس على الجسد بأس
وقال مالك بن دينار : لما ولي عمر بن عبد العزيز قالت رعاء الشاء :من هذا الصالح قام على الناس خليفة ؟ عدله كف الذئاب عن شائنا.

*نبذة من حياته مع أهله :
تخييره زوجته :


لما ولي الخلافة خيّر امرأته فاطمة بين أن تقيم معه على أنه لا فراغ له إليها وبين أن تلحق بأهلها فبكت وبكى جواريها لبكائها ، فسُمعت ضجة في داره ، ثم اختارت مقامها معه على كل حال رحمها الله.

تضجر خادمه :
قال أبو أمية الخصمي غلام عمر : دخلت يوماً على مولاتي فغدّتني عدساً ، فقلت : كل يوم عدس ؟ قالت : يا بني هذا طعام مولاك أمير المؤمنين.


*صفاته وشمائله :--


1ـــ مروءته وكرمه :

قال أبو عمرو : دخلت ابنة أسامة بن زيد على عمر بن عبد العزيز فقام لها ومشى إليها ثم أجلسها في مجلسه وجلس بين يديها وما ترك لها حاجة إلا قضاها.

وأمر جارية تروحه حتى ينام فروحته فنامت هي ، فأخذ المروحة من يدها وجعل يروحها ويقول : أصابك من الحر ما أصابني.

2ـــ مجالسته لأهل العلم واحترامه لهم :
كان يجتمع كل ليلة أصحابه من الفقهاء فلا يذكرون إلا الموت والآخرة ثم يبكون حتى كأن بينهم جنازة.

3ــ هضمه لنفسه واحتقاره لها :
قيل له رحمه الله عند مرضه : لو أتيت المدينة فإن قضى الله موتاً في موضع القبر الرابع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : والله لأن يعذبني الله بغير النار أحب إليّ من أن يعلم من قلبي أني أراني لذلك أهلاً.

4-تواضعه
دخل عليه أضياف في الليل، فانطفأ السراج في غرفته، فقام يصلحه، فقالوا: يا أمير المؤمنين: اجلس قال: لا، فأصلح السراج، وعاد مكانه، وقال: قمت وأنا عمر بن عبد العزيز، وجلست وأنا عمر بن عبد العزيز.

5 ـــ وصف صلاته :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ما صليت وراء إمام أشبه بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى . يعني عمر بن عبد العزيز رحمه الله وكان والياً على المدينة.

6ـــ ورعه :
قال نعيم ـ كاتبه ـ : قال عمر : إنه ليمنعني من كثير من الكلام مخافة المباهاة .
-أتى إلى بيت المال يزوره، فشم رائحة طيب، فسدّ أنفه، قالوا: مالك؟ قال: أخشى أن يسألني الله – عز وجل – يوم القيامة لم شممت طيب المسلمين في بيت المال.... إلى هذه الدرجة، إلى هذا المستوى، رحمه الله.

7ـــ زهـــــــــــده :
- قال ميمون بن مهران : أقمت عند عمر بن عبد العزيز ستة أشهر ما رأيته غيَّر ردائه، كان يغسل من الجمعة إلى الجمعة ويبين بشيء من الزعفران .

- قال عمرو بن مهاجر : كانت نفقة عمر بن عبد العزيز كل يوم درهمين.


8-رحمته ورقته:
كان عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- رقيق المشاعر، رحيمًا بالإنسان
والحيوان، كتب ذات يوم إلى واليه في مصر قائلاً له: بلغني أن الحمالين في مصر يحملون فوق ظهور الإبل فوق ما تطيق، فإذا جاءك كتابي هذا، فامنع أن يحمل على البعير أكثر من ستمائة رطل

9ــــ خوفــــــــه :
قال ابن أبي عروبة : كان عمر بن عبد العزيز إذا ذكر الموت اضطربت أوصاله .

قالوا لامرأته فاطمة بعد أن توفي: نسألك بالله، أن تصِفي عمر؟ قالت: والله ما كان ينام الليل، والله لقد اقتربت منه ليلة فوجدته يبكي وينتفض، كما ينتفض العصفور بلَّله القطْر، قلت: مالك يا أمير المؤمنين؟ قال: مالي !! توليت أمر أمة محمد، وفيهم الضعيف المجهد، والفقير المنكوب، والمسكين الجائع، والأرملة، ثم لا أبكي، سوف يسألني الله يوم القيامة عنهم جميعاً، فكيف أُجيب؟


من أقوالــــــه :


1- وقال : أيها الناس أصلحوا أسراركم تصلح علانيتكم واعملوا لآخرتكم تكفوا دنياكم.
2- وقال لعمر بن حفص : إذا سمعت كلمة من امرئ مسلم فلا تحملها على شيء من الشر ما وجدت لها محملاً من الخير .
3- وقال : مَنْ عَدَّ كلامه مِنْ عمله قَلَّ كلامُه.

وفاته رحمه الله ومدة خلافتـــــــه:
كان سببها السّل ، وقيل سببها أن مولى له وضع له السم في طعام أو شراب وأعطي على ذلك ألف دينار ، فحصل له بسبب ذلك مرض ، فأُخبر أنه مسموم ، فقال : لقد علمت يوم سُقيت السُّم ، ثم استُدعي مولاه الذي سقاه ، فقال له : ويحك ما حملك على ما صنعت، فقال : ألف دينار أُعطيتها ، فقال : هاتها ، فأحضرها فوضعها في بيت المال ، ثم قال له : اذهب حيث لا يراك أحد فتهلك

:في مرض موته قال لأهله : اخرجوا عني ، فخرجوا وجلس على الباب مسلمة بن عبد الملك وأخته فاطمة فسمعوه يقول : مرحباً بهذه الوجوه التي ليست بوجوه إنس ولا جان ثم قرأ : ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين ) ، ثم هدأ الصوت ، فدخلوا عليه فوجدوه قد غمض وسوى إلى القبلة وقبض.

وكان موته سنة إحدى ومائة ، وكانت خلافته سنتين وخمسة أشهر وأياماً.
ومات عمر بعد أن ضرب المثل الأعلى في العدل والزهد والورع...


قال عنه الذهبي: قد كان حسن الخَلْق والخُلُق ، كامل العقل ، حسن السمت ، جيد السياسة ، حريصاً على العدل بكل ممكن ، وافر العلم ، فقيه النفس، ظاهر الذكاء والفهم ، أوّاهاً منيباً ، قانتاً لله حنيفاً ، زاهداً مع الخلافة ، ناطقاً بالحق مع قلة المعين ، وكثرة الأمراء الظَّلمة الذين ملُّوه وكرهوا مماقتته لهم ونقصه أعطياتهم ، وأخذه كثيراً مما في أيديهم مما أخذوه بغير حق ، فما زالوا به حتى سقوه السم ، فحصلت له الشهادة والسعادة ، وعُدَّ عند أهل العلم من الخلفاء الراشدين ، والعلماء العاملين.


: وأختم بهذه القصيدة لجرير:


ينعي النعاة أمير المؤمنيـن لنـا يا خير من حج بيت الله واعتمرا
حُمِّلت أمراً عظيماً فاضطلعت له وسرت فيه بأمر الله يـا عمـرا
الشمس كاسفة ليسـت بطالعـة تبكي عليك نجوم الليل والقمـرا
رحم الله أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز.








 
موضوع رائع

يا بسملة

موضوعك نال أعجابنا وشكرا لك على الطرح

نأمل منك المزيد

جزاك الله خيرا

سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك


====================
ملحوظة : هذا رد آلي على الموضوع
 
رد: سلسلة غير قدوتك - الجزء الرابع والعشرون-عمر بن

شكرا جزيلا بسملة وجزاكم الله خيرا...
نود المزيد من تسليط الضوء على اولئك الجبال الشوامخ فى تاريخ البشرية جمعاء...
أود لو رأيت موضوعا يتناول جده الفاروق(عمر ابن الخطاب)رضى الله عنه وأرضاه
 
رد: سلسلة غير قدوتك - الجزء الرابع والعشرون-عمر بن

الفاروق عمرو بن الخطاب ............. من الشخصيات العظيمة على مر العصووووووووور &&&&&
 

بسملة

Active Member
رد: سلسلة غير قدوتك - الجزء الرابع والعشرون-عمر بن

شكرا لمروركم بارك الله فيكم
 
أعلى